وصمة العار
ماهي وصمة المرض النفسي وكيف نواجهها؟
هل زرت طبيب/ معالج نفسي من قبل؟
اذا كانت الإجابة بلا فلماذا لم تقدم على هذه الخطوة…!!
هل لأنك تشعر أنك في تمام الصحة النفسية؟…..
حسنا اليك بعض العلامات التي قد تشير الى حاجتك الى زيارة مختص نفسي
فضلا قم بقراءتها بعناية ثم أجب بصدق عن السؤال السابق
- لديك مزاج متقلب أو تصبح فجأة سيء المزاج.
- لديك شعور قوي بالخوف أو القلق والذعر وتجد صعوبة في السيطرة عليه.
- فكرت في الانتحار أو أقدمت عليه من قبل.
- تعاني من الكوابيس الليلية المزعجة.
- تصاب بآلام جسدية أو معوية ويخبرك الأطباء بأن آلامك ليس لها أسباب عضوية.
- تعاني من تشوش في التفكير وضعف التركيز.
- تشعر بالحزن الكآبة معظم الوقت.
- لديك صعوبة في التغلب على المشكلات والضغوط اليومية.
اذا كانت لديك واحدة أو أكثر من الأعراض السابقة واستمرت لفترة طويلة وتشعر بالحرج أو الخزي من زيارة المختص النفسي فأنت تقع تحت تأثير ” وصمة العار المرتبطة بالمرض النفسي” أو ما يسمى ب Mental health Stigma
فقد أشارت منظمة الصحة العالمية إلى معاناة حوالي مليار شخص من الاضطرابات النفسية، وأن الاكتئاب أحد الأسباب الرئيسية للمرض والإعاقة بين المراهقين والبالغين، كما أنه غالبا ما يتوفى الأشخاص المصابون باضطرابات نفسية حادة قبل عامة السكان بعشرة أو عشرين عاما وعلى الرغم من ذلك لا يزال الوصم والتمييز وانتهاكات حقوق الإنسان للمصابين بالاضطرابات النفسية منتشرين على نطاق واسع.
فعلى الرغم من التطور الكبير الذي تشهده المجتمعات في الطب والعلاج وفي تقبل الأمراض الجسدية سواء البسيطة وغير المعدية وصولا الى الأمراض المزمنة وحتى التي تنتقل بالعدوى إلا أنه مازال هناك الكثير من الوصم والعار المرتبطان بالاضطرابات النفسية….
وهنا يكون التساؤل أليس من الأدعى أن يكون هناك اهتمام وتوعية بأهمية طلب العلاج النفسي والاهتمام بالصحة النفسية ورفع الوصم عنه وخاصة أن العلوم الحديثة توصلت إلى أن جميع الأمراض والأعراض الجسدية هي عبارة عن مشاعر متراكمة ومقموعة تبحث عن مخرج للتعبير من خلال الآلام والاضطرابات الجسدية؟
فنجد أن الثقافة السائدة في مجتمعنا لازالت تنظر إلى الأمراض النفسية باعتبارها وصمة عار لا شفاء منها, وينفر معظم الأشخاص من المصابين بوصفهم مجانين… فالأفراد المصابين باضطرابات نفسية لا يتعايشون مع المرض فقط بل يتعايشون مع الوصمة المقترنة بالمرض والتي تعتبر سببا رئيسيا وحاجزا يحول دون طلبهم للعلاج الذي يستحقونه.
ماهي وصمة العار المرتبطة بالمرض النفسي؟
تعرف وصمة العار المرتبطة المرض النفسي بأنها معتقدات وسلوكيات سلبية يحملها الأشخاص والمجتمع نحو الأفراد المصابين باضطراب نفسي فهناك اعتقاد بأن المريض النفسي شخص غير نافع في المجتمع وأنه غير أهل للأخذ برأيه أو نصيحته في أي أمر, وقد يظن الكثير بأنهم خطيرين أو عنيفين لذلك قد يواجهون الابتعاد عنهم وتجنبهم أو حتى ايذائهم.
كما عرفت منظمة الصحة العالمية الوصمة بأنها علامة خزي أو عار تلصق بالأفراد من خلال رفض الآخرين لهم، وهي تسبب الضرر الشديد، والتمييز والمضايقة لهم، وقد ينتج عنها عزلة الفرد.
ماهي الاثار المترتبة على الشعور بوصمة المرض النفسي؟
هناك الكثير من الآثار السلبية التي تلحق بمن يعانون من مشكلات نفسية خوفا من أن تلصق بهم وصمة المرض النفسي ومنها:
- الصمت والانكار
عندما يشعر شخص ما بأنه يعاني من آلام أو مشاكل نفسية فإنه يواجه ذلك بالإنكار وعدم الإفصاح عن الأمر ليس فقط للمقربين منه ولكن لنفسه أيضا مما يؤدي إلى استمرار معاناتهم لسنوات وقد تتحطم حياتهم على جميع الأصعدة الشخصية والمهنية والاجتماعية وهم لايزالون في مرحلة الانكار خوفا من وصمة المرض النفسي التي ستلحق بهم …. فمازال هناك من يتصورون أن المرض النفسي ينجم عن شرور في الروح, أو انعكاس لذنوب أو آثام أو أنه لا يصيب سوى الفقراء أو الجهلاء والمشردين.
- عدم طلب خدمات الصحة النفسية
نتيجة لجهل الكثير في مجتمعاتنا بأهمية طلب خدمات الصحة النفسية وعدم ادراكنا بأن زيارة المختص النفسي لا تقل أهمية عن زيارة الطبيب يجعل من الصعب على من يشعر بأي أعراض نفسية أن يقدم على هذه الخطوة… فقد يظل الشخص يعاني سنوات ولا يستطيع أن يتخذها قبل أن يذهب للشيوخ والعرافين والمشعوذين ومازال هناك الكثير ممن يعتبرون أن زيارة المختص النفسي نوع من الرفاهية أو الضعف وعدم القدرة على تحمل ابتلاءات الحياة مما يجعل طلب الخدمة النفسية آخر الحلول المتاحة خوفا من نظرة المجتمع التي تزدريهم بداية من المقربين من الأهل والأصدقاء مرورا بالجيران وأصحاب الأعمال.
- الشعور بالذنب والخجل
إن وصمة العار التي تلحق بالمريض النفسي تسبب الشعور بالذنب والخجل وقد تمنع أفراد الأسرة من تقبل أن شخص من الأسرة يعاني من اضطراب نفسي مما يسبب في زيادة حدة الاضطراب ومصاحبته باضطرابات في العلاقات الاجتماعية بين المريض وأسرته, كما أن نظرة المجتمع للأسرة التي بها مريض نفسي والتي قد تشمل التجنب والازدراء والخوف أو حتى الشفقة المبالغ فيها تزيد من شعور المريض بالذنب تجاه أسرته نتيجة افصاحه عن مرضه أو طلبه للعلاج النفسي.
كيف نواجه وصمة العار المرتبطة بالمرض النفسي؟
- اطلب خدمات الصحة النفسية
يجب أن تعلم عزيزي القارئ أن طلبك للعلاج النفسي حق لك وواجب عليك تجاه نفسك فكما تذهب للطبيب عندما تشعر بألم في أسنانك أو في أي جزء من جسدك فمن واجبك تجاه نفسك أن تزور أيضا معالجك النفسي اذا شعرت بأي اضطراب في مشاعرك أو في تفكيرك أو في أمور حياتك فكما قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم «تَدَاوَوْا عِبَادَ اللَّهِ، فَإِنَّ اللَّهَ لَمْ يَضَعْ دَاءً إِلَّا وَضَعَ مَعَهُ شِفَاءً إِلَّا الْهَرَمَ»
فلا تجعل نظرة المجتمع للمريض النفسي تعطلك عن العلاج فإذا تفاقم مرضك وإذا انهارت حياتك فلن يفدك إرضاء المجتمع.
- لا تشعر بالخجل من نفسك
قد يشعر المريض النفسي بالخجل والعار من نفسه نتيجة مرضه فوصمة المرض النفسي وعي جمعي يأتي من الأفراد فلا تخجل من مرضك ولا تجلد ذاتك فلا يوجد شخص بعيد عن المرض والاضطراب النفسي ولا تسمح لوصمة المرض النفسي أن تفقدك الثقة في نفسك واعلم أن المرض النفسي شأنه شأن أي مرض عضوي يمكن علاجه والشفاء منه تماما.
- ادعم من يعانون من مشكلات نفسية
اذا كنت تبحث عن الدعم النفسي والتقبل فابدأ بتقبل نفسك ومرضك أولا ثم تقبل وادعم من يعانون من مشكلات نفسية استمع اليهم وتفهم مشاعرهم فذلك من شأنه أن يساعدك على فهم وتقبل نفسك أيضا.
وفي النهاية لا تتردد أن تعبر عن رفضك لوصمة العار المرتبطة بالمرض النفسي وساهم في زيادة الوعي بأهمية طلب العلاج النفسي فذلك من شأنه أن يشجع من لا يملكون الشجاعة الكافية لذلك ويشعر كل من يعاني من اضطراب نفسي بأن هناك من يدعمه ويشعر به.